أخبار وطنية سفيان بن فرحات: تحطيم أرقام قياسية في نسب مشاهدة بعض البرامج يحطّم معه الضوابط والأخلاقيات الإنسانية

أصبح المشهد الإعلامي التونسي اليوم يضمّ عديد البرامج ممّا يسمى ببرامج تلفزيون الواقع وبرامج أخرى تسعى إلى تسليط الضوء على مشاكل شخصية يعتمد في طرحها على جلب الإثارة عن طريق التطرّق لمواضيع جدّ خاصة وحساسة تساهم في هتك الأعراض وكشف المستور.
وفي هذا الإطار عبّر الصحفي والمحلل السياسي سفيان بن فرحات عن عدم اهتمامه وتحبيذه لهذا النوع من البرامج المنتشر إعدادها في العالم اجمع، معتبرا في المقابل أن الحرية في بث هذه البرامج هي الأساس لكن الفيصل هو حرمة الأشخاص وكرامتهم التي من غير الممكن التلاعب بها وانتهاكها.
ولاحظ بن فرحات في طرح تلك البرامج تعمّد الاستهتار بالأخلاقيات وحرمة الأفراد وتكراره ، قائلا بأنه يتمّ في أغلب الأحيان استغلال الأشخاص الذين يتم تمريرهم في بعض الحصص والتلاعب حتى بشرفهم، مشددا على ضرورة الالتزام بأخلاقيات المهنة والأخذ بعين الاعتبار الضوابط الأخلاقية والاجتماعية خاصة وانّ الحرية لها مبدأ ثابت لا نقاش فيه..
وفي سياق متصّل تحدث الصحفي عن سعي معدّي هذه البرامج ولهاثهم إلى تحقيق نسب مشاهدة عالية وقياسية قصد تحقيق غايات مادية عن طريق الإشهار والاستشهار إلى جانب الجري المحموم وراء البحث عن الإثارة دون اعتبار لأعراض الأشخاص وشرفهم. قائلا ''أفضل أن يكون برنامجي هادفا وقيّما ويحترم أخلاقيات المهنة ومبادئها دون تحقيق نسب مشاهدة عالية على أن يحطم الرقم القياسي في المشاهدة ويحطم معه الضوابط والأخلاقيات".
وتوجه سفيان بن فرحات بنداء إلى الزملاء الإعلاميين خاصة من مقدمي هذه الأنواع من البرامج إلى ضرورة التقيد بأخلاقيات المهنة والعودة إلى ضمائرهم حتى ننأى عن الانعكاسات السلبية والكارثية وردود الفعل التراجيدية لهذه البرامج، خاصة وان اغلب الضيوف من الأطفال والنساء والطبقات الهشة.
كما أشار إلى ضرورة التوجه لإعداد برامج يكون لها الوقع الايجابي وتعود بالنفع والفائدة على مجتمعنا والتي تهم مشاغل التونسي ومشاكله الحقيقية التي تمسه كالتنمية والتشغيل وليس تسليط الضوء على كيفية ممارسة أشيائه "الخاصة" فالعمل الصحفي والإعلامي هو عمل إبداعي وفكري أخلاقي وراق ونحن نعيش داخل مجتمع تقليدي ومبني على قيم عربية محافظة..
منارة تليجاني